‏إظهار الرسائل ذات التسميات *فتاوي شرعية *. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات *فتاوي شرعية *. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

حكم تحديد الجنين في الشرع



حكم تحديد الجنين في الشرع

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد،
أنا سيدة متزوجة ولي ابنتان وأريد أنا وزوجي أن أنجب مولود ثالث، وقد استشرنا طبيب عن إمكانية تحديد جنس المولود فقال إن ذلك ممكن بإذن الله تعالى عن طريق عملية الإخصاب المجهري.
فهل شرعاً حلال أم حرام تحديد جنس المولود. الرجاء أفتونا.
وجزاكم الله خيراً.

الجواب : 
الحمد لله. مسألة تحديد الجنين من المسائل النازلة التي ظهرت مع تطور وسائل الطب وعملياته الجراحية. ولذلك اختلف الفقهاء في حكمها لعدم وجود دليل خاص لهذه المسألة. ومأخذ النزاع بينهم في هذه المسألة هل هذا الإجراء يخالف أصل الشرع في تفرد الخالق جلا وعلا بصفة تحديد نوع الجنين أم لا. وهل يعد ذلك من التدخل في الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الله أم لا.

ومعلوم أن الرجال منهم من يحمل منيه حيوانات ذكرية وحيوانات أنثوية ومنهم من اقتصر على حيوانات ذكرية أو حيوانات أنثوية ومنهم من لم يحمل لا حيوانات ذكرية ولا حيوانات أنثوية فهم أقسام ثلاثة كما أشار الله سبحانه إلى ذلك بقوله (لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء ويهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا و إناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير).

ووسائل تحديد الحنين متنوعة إما عن طريق أكل نوع من الغذاء أو تعاطي مصل أو يؤخذ المني من الرجل ويتلف الحيوانات الأنثوية منه وهذه الطريقة هي المؤثرة عند الأطباء بنسبة عالية وتسمى بالتخصيب المجهري.

والذي يظهر من الأدلة وقواعد الشرع أن عملية تحديد جنس الجنين جائزة للوجوه الآتية:

1- أن هذه العملية من جنس الأسباب العادية والأصل في تعاطي الأسباب الإباحة ما لم يرد نهي عنه وليس في الشرع دليل يدل على منعه.

2- أن هذه العملية داخلة في معنى التداوي وقد وسع الشرع في باب التداوي و رغب فيه وتصرفات الفقهاء في كثير من المسائل تدل على التوسعة والإرفاق.

3- أن هذا لا ينافي أبدا اختصاص الخالق بتحديد الجنس وليس فيه منازعة لشيء من صفاته لأنه لا يعدو أن يكون سببا كسائر الأسباب والله هو الخالق والموجد له حقيقة وأثرا وهو المصور له قال تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فالمخلوق يفعل هذا السبب والله هو الذي يجعله مؤثرا أو يبطل أثره على حسب مشيئته وما اقتضته حكمته فالله خالق الأسباب ومسبباتها ولا يستطيع المخلوق مهما كان أن يجزم بحصول النتيجة بل الأمر كله لله سبحانه وتعالى لكن تسليم الأمر لله لا يمنع من تعاطي الأسباب المباحة. كما يجوز للعقيم أن يبذل وسعه في حصول الولد مع أن العقم كتب عليه في ظاهر الأمر والله هو المتفرد في خلق الولد والرازق حقيقة ومع ذلك لم يمنع العبد من السعي وتعاطي الأسباب لعلاج العقم ولا أحد ينكر تطور الطب ونفع وسائله بإذن الله في هذا الزمن من طفل الأنابيب والتلقيح الصناعي وغيره وقد كان الناس قبل ذلك عاجزين في الغالب عن علاجه والكل من قدر الله في حالة رزق الولد أومنعه.

4- ورد في الشرع ما يشهد لهذا الأصل وهو أن الشرع أباح للعبد العزل في الجماع لإتقاء الولد ورخص الفقهاء في تعاطي الدواء المانع من الحمل مع أن الأمر كله لله والعبد لا يستطيع حقيقة منع الحمل والولد. والعبد حينما يتعاطى هذا السبب يوقن أن المدبر والخالق والمؤثر في منع الولد ورزقه هو الله. فإباحة الشرع للعزل مع أن المانع هو الله دليل على أن تعاطي السبب لا ينافي تفرد الله. روى جابر: (أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جارية هي خادمتنا وسانيتنا في النخل، وأنا أطوف عليها وأكره أن تحمل، فقال: "اعزل عنها إن شئت، فإنه سيأتيها ما قدر لها) رواه مسلم. وقال أبو سعيد: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبايا من العرب، فاشتهينا النساء واشتدت علينا الغربة وأحببنا العزل، فسألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما عليكم ألا تفعلوا، فإن الله عز وجل قد كتب ما هو خالق إلى يوم القيامة ) متفق عليه.

5- أن تمني الوالدين الحصول على الذكر أمر مباح لا شيء فيه محبب إلى كثير من النفوس وما دام هو مباح فكل وسيلة تحقق هذا الغرض مباحة مثله. وإنما نهى الشرع عن كراهة الأنثى وذمها وإساءة الظن بها واعتقاد أنها تجلب العار والشنار كحال أهل الجاهلية.

6- ليس في ذلك دعوى الطبيب للغيب أو مشاركة الله في صفته بل حقيقته أن العبد يبذل سببا ويرجو حصول أثر هذا السبب في المستقبل والأسباب إذا كانت نافعة أثرت بإذن الله كما أن الزارع يبذر أشياء ويرجو حصول أنواعا خاصة وربما لخبرته وقرائن معتبرة غلب على ظنه حصول مطلوبه وليس ذلك من ادعاء الغيب. وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم سبب ذكورة الجنين وأنوثته كما في صحيح مسلم من حديث ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله).

ومع ذلك فينبغي تضييق هذا الأمر وعدم الترخيص به إلا في الأحوال الخاصة كمن به مرض وراثي يمنع من حصول الذكر أو من حرم الذكر في أولاده ونحو ذلك. أما في الأحوال العامة وعدم دعاء الحاجة فلا ينبغي فتح الباب ويشدد فيه.

والكلام هنا عن حكم هذه العملية في الشرع أما تحديد نفعها ونسبة نجاحها فالمرجع في ذلك إلى استقراء الأطباء الثقات وتجربتهم ودراستهم التخصصية. و الشرع لا يعارض أمرا ثبت بالحس والتجربة ثبوتا ظاهرا لا مخالفة فيه والشواهد على هذا الأصل كثيرة منها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لقد هممت أن أنهي عن الغيلة ثم رأيت فارس والروم يفعلونه ولا يضر أولادهم شيئًا) رواه مسلم.
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.









لا تحزني



لا تحزني

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله... أما بعد:

أختاه.. يا من تملّك الحزن قلبها.. وكتم الهمّ نفسها.. وضيّق صدرها.. فتكدرت بها الأحوال.. وأظلمت أمامها الآمال.. فضاقت عليها الحياة على سعتها.. وضاقت بها نفسها وأيامها.. وساعتها وأنفاسها !

لا تحزني.. فما الحزن للأكدار علاج.. لا تيأسي فاليأس يعكر المزاج.. والأمل قد لاح من كل فج بل فجاج !

لا تحزني.. فالبلوى تمحيص.. والمصيبة بإذن الله اختبار.. والنازلة امتحان.. وعند الامتحان يعز المرء أو يهان !

فالله ينعم بالبلوى يمحصنا *** من منا يرضى أو يضطربُ

ماذا عساه أن يكون سبب حزنك؟ ! إن يكن سببه مرض.. فهو لك خير.. وعاقبته الشفاء.. قال : { من يرد الله به خيراً يصب منه }، وقال الله جل وعلا: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِين } [الشعراء:80].

وإن يكن سبب حزنك ذنب اقترفته أو خطيئة فتأملي خطاب مولاك الذي هو أرحم بك من نفسك: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً } [الزمر:53].

وإن يكن سبب حزنك ظلم حلّ بك من زوج أو قريب أو بعيد، فقد وعدك الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل. فقال تعالى: { وَاللّهُ لاً يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [آل عمران:140]، وقال تعالى في الحديث القدسي للمظلوم: { وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين }.

وقال سبحانه: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } [المجادلة:1].

وإن يكن سبب حزنك الفقر والحاجة، فاصبري وأبشري.. قال الله تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } [البقرة:155].

وإن يكن سبب حزنك انعدام أو قلة الولد، فلست أول من يعدم الولد، ولست مسؤولة عن خلقه.

قال تعالى: { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً}  [الشورى:50،49].

فهل أنت من شاء العقم؟ أم الله الذي جعلك بمشيئته كذلك ! وهل لك لأن تعترضي على حكم الله ومشيئته ! أو هل لزوجك أو سواه أن يلومك على ذلك.. إنه إن فعل كان معترضاً على الله لا عليك ومغالباً لحكم الله ومعقباً عليه..

فعلام الحزن إذن والأمر كله لله !

لا تحزني.. مهما بلغ بك البلاء ! وتذكري أن ما يجري لك أقدار وقضاء يسري.. وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر !

وإليك أختي المسلمة.. كلمات نيرة تدفعين بها الهموم.. انتقيتها لك من مشكاة النبوة لننير لك الطريق.. وتكشف عنك بإذن الله الأحزان.

أولاً: كوني إبنة يومك

اجعلي شعارك في الحياة:
ما مضى فات والمؤمل غيبُ *** ولك الساعة التي أنت فيها
وأحسن منه وأجمل قول ابن عمر رضي الله عنه: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك )[رواه البخاري].

إنسي الماضي مهما كان أمره، انسيه بأحزانه وأتراحه، فتذكره لا يفيد في علاج الأوجاع شيئاً وإنما ينكد على يومك، ويزيدك هموماً على همومك. تصوري دائمك أنك وسط بين زمنين:

الأول: ماض وهو وقت فات بكل مفرداته وحلوه ومره، وفواته يعني بالتحديد عدمه فلم يعد له وجود في الواقع وإنما وجوده منحصر في ذهنك.. ذهنك فقط ! وما دام ليس له وجود.. فهو لا يستحق أن يكون في قاموس الهموم.. لأنه انتهى وانقضى.. وتولى ومضى !

والثاني: مستقبل وهو غيب مجهول لا تحكمه قوانين الفكر ولا تخمينات العقل.. وإنما هو غيب موغل في الغموض والسرية بحيث لا يدرك كنهه أحد.. { قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } [النمل:65]، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان:34].

إذاً فالماضي عدم.. والمستقبل غيب !

فلا تحطمي فؤادك بأحزان ولّت.. ولا تتشاءمي بأفكار ما أحلت ! وعيشي حياتك لحظة.. لحظة.. وساعة ساعة.. ويوماً بيوم !

تجاهلي الماضي.. وارمِ ما وقع فيه في سراب النسيان.. وامسحي من صفات ذكرياتك الهموم والأحزان.. ثم تجاهلي ما يخبئه الغد.. وتفائلي فيه بالأفراح.. ولا تعبري جسراً حتى تقفي عليه.

تأملي كيف استعاذ النبي من الهم والحزن إذ قال: { اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وقهر الدين وغلبة الرجال } [رواه البخاري ومسلم].

فالحزن يكون على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها.. والهم يكون بسبب الخوف من المستقبل والتشاؤم فيه.

أختي المسلمة.. يومك يومك تسعدي.. أشغلي فيه نفسك بالأعمال النافعة.. واجتهدي في لحظاته بالصلاح والإصلاح.. استثمري فيه لحظاتك في الصلاة.. في ذكر الله.. في قراءة القرآن.. في طلب العلم.. في التشاغل بالخير.. في معروف تجدينه يوم العرض على الله.. { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً } [آل عمران:30].

ثانياً: تعبدي الله بالرضى
لا تحزني.. اجعلي شعارك عند وقوع البلاء: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها.. اهتفي بهذه الكلمات عند أول صدمة.. تنقلب في حقك البلية.. مزية.. والمحنة منحة.. والهلكة عطاء وبركة !

تأملي في أدب البلاء في هذه الآية: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [البقرة:155-157].

استرجعي عند الجوع والفقر.. وعند الحاجة والفاقة.. وعند المرض والمصيبة.. وأبشري بالرحمة من الله وحده !

ثالثاً: افقهي سر البلاءلا تحزني.. فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة.. لا يخلو منه.. غني ولا فقير.. ولا ملك ولا مملوك.. ولا نبي مرسل.. ولا عظيم مبجل.. فالناس مشتركون في وقوعه.. ومختلفون في كيفياته ودرجاته.. { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [البلد:4].

طبعت على كدر وأنت تريدها *** خالية من الأنكاد والأكدار

هكذا الحياة خلقت مجالاً للبلاء.. { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [الملك:2].. { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ }[محمد:31].. إذن فسر البلاء هو التمحيص ليعلم المجاهد فيأجر.. والصابر فيثاب !

لا تحزني.. واستشعري في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !.. تثبتي وتأملي وتمالكي وهدئي الأعصاب.. وكأن منادياً يقول لك في خفاء هامساً ومذكراً: أنت الآن في إمتحان جديد.. فاحذري الفشل.

تأملي قوله : { من يرد الله به خيراً يفقه في الدين } [رواه البخاري]، ثم قوله : { من يرد الله به خيراً يصب منه } [رواه البخاري].

فطالب العلم.. والمبتلي بالمصائب يشتركان في خير أراده الله لهما.. وهذا أمر في غاية الأهمية فقهه !

فكما أن العلم شرف.. يريده الله لمن يحب من عباده ! فكذلك البلاء شرف يريده الله لمن يحب من عباده ! يغفر به ذنباً.. ويفرج به كرباً.. ويمحي به عيباً.. ويحدث بعده أمراً لم يكن في الحسبان.

{ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً } [الطلاق:1]، وفي الحديث: { إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط } [رواه البخاري].

رابعاً: لا تقلقيالمريض سيشفى.. والغائب سيعود.. والمحزون سيفرح.. والكرب سيرفع.. والضائقة ستزول.. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد.. { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } [الشرح:6،5].

لا تحزني.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية.. ليطمئن قلبك.. وينشرح صدرك.. وقال : { لن يغلب عُسر يُسرين }.. العسِير يعقبة اليُسر.. كما الليل يعقبة الفجر..
ولرب ضائقة يضيق بها الفتى *** وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج
خامساً: اجعلي همك في اللهأُخية.. إذا اشتدت عليك هموم الأرض.. فاجعلي همك في السماء.. ففي الحديث: { من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك } [صحيح الجامع: 6189].

لا تحزني.. فرزقك مقسوم.. وقدرك محسوم.. وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم.. لأنها كلها إلى زوال.. { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [الحديد20].

إذا آوى إليك الهم.. فأوي به إلى الله.. والهجي بذكره: ( الله الله ربي لا أشرك به أحداً )، ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )، ( رب إني مغلوب فانتصر )، فكلها أورد شرعية يُغفر بها الذنب ويَنفرج بها الكرب.

اطلبي السكينة في كثرة الإستغفار.. استغفري بصدق مرة ومرتين ومائة ومائتين وألف.. دون تحديد متلذذة بحلاوة الاستغفار.. ونشوة التوبة والإنابة.. { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة:222].

اطلبي الطمأنينة في الأذكار بالتسبيح، والتهليل، والصلاة على النبي الأمين ، وتلاوة القرآن، { أَلاً بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].. { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [الإسراء:82]..

لا تحزني.. وافزعي إلى الله بالدعاء.. لا تعجزي ففي الحديث { أعجز الناس من عجز عن الدعاء } تضرعي إلى الله في ظلم الليالي.. وأدبار الصلوات.. اختلي بنفسك في قعر بيتك شاكيةً إليه.. باكيةً لديه.. سائلةً فَرَجُه ونَصره وفتحه.. وألحِّي عليه.. مرة واثنتين وعشراً فهو يحب المُلحين في الدعاء.. { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [البقرة:186].

لا تحزني ولا تيأسي.. { إِنَّهُ لاً يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ  }[يوسف:87].

ستنجلي الظلمة.. وتولِّ الغمة.. وتعود البسمة.. فافرشي لها فراش الصبر.. وهاتفيها بالدعاء والذكر.. وظني بالله خيراً.. يكن عند حسن ظنك..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.






























حكم تخصيص آيات من القرآن لأنواع من العلل و البلاء



حكم تخصيص آيات من القرآن لأنواع من العلل و البلاء

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخينا الفاضل
أنا مديرة على منتدى نسائي .. وعَرَضَت إحدى العضوات بعض الآيات والأدعية لعلاج بعض المشاكل مثل العقم ولمن أراد أن يرزق بذكرا أو ولد
نقلت المشاركة للمحذوفات إلى أن أتأكد من صحة ما جاء في المشاركة خشية من ينتشر الموضوع
بارك الله فيك شيخنا
هل ما ورد في المشاركة التالية أذكار صحيحة واردة لعلاج مثل هذه المشاكل ؟
فجزاك الله عني كل خير
لطلب الولد

• كثرة الاستغفار
• قل : ( رب لاتذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني في حياتي ويستغفر لي بعد وفاتي واجعله خلقا سويا ولاتجعل فيه للشيطان نصيبا)س
• قل : اللهم إني استغفرك وأتوب إليك إنك انت الغفور الرحيم /70 مرة / فإن من اكثر من هذا الدعاء رزقه الله ما اغنى من مال وولد ومن خير الدنيا والآخرة .
• تقول كل يوم اذا اصبحت واذا امسيت سبحان الله / 70 مرة / وتستغفر الله عز وجل /10 مرات / وتسبحه /9 مرات / وتختم العشر بالاستغفار
• قل : وانت ساجد ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) و ( رب لاتذرني فردا وانت خير الوارثين )

علاج ودعاء للعقم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((علمني جبريل عليه السلام دواء لا احتاج معه الى ادوية الاطباء وذلك ان تأخذ من ماء المطر في آنية وتقرأاعليه هذه الثمانية وهي : الفاتحة – وآية الكرسي – والإخلاص – والمعوذتين – ولاإله إلا الله وحده لاشريك له الله لك الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير . وان تصلي على نبيه محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم وأن تقول سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم فكل واحدة منها تقرأ / 70 مرة / على ذلك الماء ويشرب من ذلك الماء سبعة ايام متواليات على الريق وقبل العشاء ))
ثم قال : والذي نفسي بيده إن جبريل أخبرني أن الله تعالى يرفع عن الذي يشرب من هذا الماء كل داء من جسده ويعافيه منه ويخرجه من عروقه ولحمه وجميع أعضائه كأنه نسخ في اللوح المحفوظ .
يشرب الزوج والزوجة فيرزقهما الله ولدا

المتعسرة عن الحمل
( يا متكبر ) من ذكر هذا الاسم ليلة دخوله بزوجته / 10 مرات / رزق ذكرا صالحا ومن ذكره وجامع زوجته حملت بإذن الله

العقم الناتج لغير سبب عضوي

قراءة أو سماع سورة الصافات في الصباح وسورة المعارج عند النوم

امور اخرى للعاقر
• قراءة / قل هو الله احد / /3000 مرة / على كأس ماء وتغلى بشئ من الزهورات ثم يقرأعليها /93 مرة / اللهم صلي على سيدنا محمد الكامل المكمل وتشرب الزوجة النصف والزوج النصف الآخر يفعل ذلك ثلاثة اسابيع رزقهما الله الولد بحوله وقوته
• عظم الفيل يسمى العاج اذا شربت المرأة من نشارته سبعة ايام متوالية كل يوم بمقدار درهمين حملت بأذن الله وان كانت عاقر
• البسملة على نية الحمل / 101000 مئة الف والف / ثم دعاء البسملة

للتي لايعيش لها ولد
اذا كتبت البسملة /61 مرة / وحملتها من لايعيش لها اولاد فبإذن الله يعيشون فاذا حملت المرأة تضع يدها على بطنها على الريق وتقول : اللهم صلي على سيدنا محمد الكامل المكمل .
اللهم اني سميته محمدا فإذا ولدت ذكرا سمته محمد واذا ولدت لها بنت سمتها نور لان النور من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتقول رب لاتذرني فردا وانت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني في حياتي ويستغفر لي بعد وفاتي واجعله خلقا سويا ولاتجعل منه للشيطان نصيبا
اللهم اني استغفرك واتوب اليك انت الغفور الرحيم / 70 مرة / وتقول وهي ساجدة رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء / 41 مرة /

للتي تسقط الحمل
• قل : يامبدئ على بطنها في وقت السحر / 29 مرة / فيثبت مافي بطنها بإذن الله
• قل : سبحان الله صباحا ومساء / 70 مرة / واستغفر الله / 10 مرات / وسبحيه /9 مرات / واختمي العاشر بالاستغفار
• تكتب وتعلق عليها هذه الآيات ( ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا )كذلك امسكتك ياولد فلانة بنت فلانة بأن تقر في مقرك ومستودعك بالله الذي ( له ماسكن في الليل والنهار وهو السميع العليم) اسكن بجلال الله / 3 مرات / اسكن يا ولد فلانة بنت فلانة بالله الذي( اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها وإليه يرجعون )( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا) ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

من أراد ذكرا
• من كتب سورة يوسف عليه السلام ولم يطمس منها حرفا واحدا وعلقت على المرأة الحامل ولدت ولدا ذكرا جميل الصورة سعيدا معصوما مما نهى الله تعالى عنه
• من اراد ان تلد امرأته ذكرا فليضع يده اليمنى على سرتها وهي نائمة ويمسحها ويكون ذلك اول الحمل او في ابتداء الشهر الثالث ويقول ثلاثا : اللهم إن كنت خلقت خلقا في بطن زوجتي هذه فكونه ذكرا لأسميه محمدا بحق صاحب هذا الاسم الشريف المكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (وزكريا إذ نادى ربه رب لاتذرني فردا وانت خير الوارثين ) (وامرأته قائمة فضحكت بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب ) ( فأوجس منهم خيفة قالوا لاتخف وبشروه بغلام عليم )

الذكر والأنثى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان )
من قرأ في اذن البنت عند ولادتها سورة القدر عصمت من فاحشة الزنى .

الجواب : 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. لا شك أن الاستشفاء بآيات القرآن الكريم من أعظم الدواء النافع والترياق الناجع إذا خلصت النية في الاسترقاء به وعظمت الثقة بكلام الله وتوجه القلب بكليته لله مع حسن الظن والتوكل عليه. وهو نافع بإذن الله لكل مرض وعاهة حسية ومعنوية وترجى بركته وصلاحه لكل مشكلة ومعضلة. قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين). وقال تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ). وكل كتاب الله نافع إلا أن الله خص بعض آياته وسوره بمزيد من الفضل كالفاتحة والمعوذتين والإخلاص وآية الكرسي وخواتيم البقرة ونحو ذلك مما ورد في السنة تخصيصها بفضل ونفع وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على الاستشفاء والرقية بها.

أما تخصيص آيات معينة لكل مرض أو عائق أو مشكلة لم يرد في الشرع فهذا فيه تفصيل:
1- أن يكون تلاوة هذه الآيات من باب أنها من القرآن المبارك وثبتت التجربة بالانتفاع بها وحصول الشفاء بها من غير اعتقاد أن لها خصوصية أو ثواب خاص أو تخصيص عدد معين في تلاوتها فالذي يظهر أن هذا العمل جائز ولا شيء فيه لأنه داخل في عموم الاستشفاء بالقرآن ولأنه مبني على أن الأصل في باب الرقية والاستشفاء الجواز بكل ما ثبت نفعه وصحة تجربته مالم يشتمل على محظور فهذا الباب لا يشترط فيه التوقبف لقوله صلى الله عليه وسلم: (اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك). رواه مسلم. وقد روي في ذلك آثار عن السف الصالح والعلماء المحققون على استعماله كما هو معلوم في تصرف الشيخين ابن تيمية وابن القيم ودرج العلماء على تخصيص آيات للسحر والعين والحسد وغير ذلك مما يظهر فيه مناسبة ظاهرة بين معنى الاية والمرض المراد علاجه وقد تكون المناسبة فيها نوع خفاء في العلاقة بينهما ويكون مبنيا على القياس ودلالة الاستنباط. قال ابن القيم في الزاد: (وكان كثيرا (يعني شيخه ابن تيمية) ما يقرأ في أذن المصروع : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)). وقال أيضا في مدارج السالكين: (وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له فى مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة قال فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي اقرأوا آيات السكينة قال ثم أقلع عني ذلك الحال وجلست وما بي قلبة وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيراعظيمافي سكونه وطمأنينته).

2- أن يعتقد الراقي بهذه الآيات المعينة أن لها مشروعية خاصة أو فضلا خاصا ومزية في هذا المرض المخصوص أو يقيد تلاوتها بعدد معين أو تكرارها في أوقات محددة كالصباح والمساء أو مدة معينة أو يرتب على ذلك ثوابا خاصا أو يحدث كيفية خاصة للاستشفاء بها كتعليقها على البدن فهذا عمل محدث لا أصل له في الشرع لا يسوغ للمسلم التعبد به ولا ترغيب الناس وحثهم عليه.

وأما هذه الرسالة المسؤول عنها فأرى أنه لا يجوز نشرها ولا العمل بها لأنها مشتملة على حملة من المنكرات والمحظورات:
1- فيها حديث منكر لا يعرف في دواوين السنة الصحيحة.
2- فيها صفات محدثة وتفاصيل مبتدعة لم ترد في الشرع.
3- فيها شيء من اعتقاد المتصوفة المخالف للكتاب والسنة.
4- فيها تعيين أعداد معينة للأدعية مبالغ فيها.

والذي يظهر أنه من وضع بعض النساك الجهال الذين لم يعتنوا باتباع السنة وتحقيق العلم الصحيح ولم يرزقوا البصيرة في الدين.

ويغني عن ذلك أن يستشفي المسلم بما شاء من آي الكتاب والأدعية النبوية والأدعية المباحة وقد يحصل له نوع انتفاع وبركة لسبب طارئ كأن يوافق ساعة إجابة أو يفتح عليه في الدعاء أو يكون مضطرا في الدعاء أو غير ذلك من الأسباب الموجبة لحصول المقتضي وانتفاء الموانع. وقد يستعمل غيره من الناس هذه الآيات والأدعية نفسها فلا يحصل له ما حصل للأول من الشفاء والبركة والتيسير. ولكن لا يجوز له في ذلك كله أن يشرع ويستحب مالم يرد في الشرع ولم يرغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم أو يواظب على فعله.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.












Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 

تعريب وتطوير: www.tempblogge.blogspot.com
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Facebook Themes custom blogger templates